ًبقيت أيام وينتهي العام...
بواسطة
, 22-12-2011 عند 06:33 AM (1432 المشاهدات)
ًبقيت أيام وينتهي العام...
أذكر انني في مثل هذا الوقت العام الماضي
كنت أشعر بقبضة وغصة في صدري وكأن مكروهاً ما سوف يحدث.
لم أستطع تفسير لماذا شعرت بذلك بينما الكل حولي كان يستعد بفرح لاستقبال العيد والعام الجديد.
بينما كان الكل يردد ترانيم الميلاد المبهجة
كان يتردد في داخلي ترنيمتا ماجدة الرومي يا نبع المحبة وطفل المغارة...
شئ غريب ألا يتردد في داخلي الا ترنيمتان تصلي فيهما من أجل الوطن...ماذا أصاباني؟
كنت أسأل نفسي...لماذا لم أقدر أن أدندن غيرهمها؟
حتى لو حاولت كنت أتوقف بعد أول جملة.
مر يوم الخامس والعشرين بسلام ولكن كان يزداد انقباضي كل يوم..
مقطعان من تلك الترنيمتين كانا يلحان علي بتكرار مستمر.
يا طفل المغارة....وسع المغارة
وطني بردان.... رجع له الطهارة
يا نبع المحبة ... وحدك ساكن قلبي
لا تتخلى عنا.... عينك عا وطننا
بالأيام الصعبة
بالله عليكِ يانفسي....ما هي الأيام الصعبة اللتي تتحدثين عنها؟
لا أعرف....لا أعرف.
جاء يوم رأس السنة....
وكالعادة ذهبنا الى الكنيسة ثم شاهدنا الألعاب النارية
اللتي انطلقت مرحبة بالعام الجديد
وما زال ذلك الشعور البغيض يعتريني وبقوة أكثر.
يبدو انني صرت أميل الى الكآبة مؤخراً
وأعجز عن الاستمتاع بأجواء البهجة اللتي حولي.
حتى أمي اللتي كسرت اصبعها من يومين كانت سعيدة ومتفائلة....
ماذا دهاني أنا اذن؟
اليوم الأول من يناير عام 2011 انقضى عادياً جداً
حتى جاءت خالتي لتزورنا في العصر لتهنئنا بالعام الجديد....
ولكن تهنيئتها كان مشوبة بخبر وقع علينا جميعاً كالفاجعة....
كنا غير مصدقين، مذهولين، لم نستوعب ما قالته
ارهاربيون فجروا كنيسة في الاسكندرية وقت انتهاء صلاة قداس رأس السنة
قتل فيها حوالي 25 شخصاً غير الجرحى والمصابين والمحروقين
ماذا؟ ما هذا الهراء؟
يقتلون أناس تصلي وتتعبد؟
لماذا؟
أأصيب الناس بالجنون؟
العام اللذي سبقه قتل بلطجية أقباطاً خارجين من كنيسة في نجع حمادي
بعد قداس عيد الميلاد الأرثوذكسي....والآن هذا!!!
ماذا يجري
ربما كان هناك مبالغة أو اضافات على الخبر...
ربما حتى وصلنا أستراليا زاده الناس تحبيشاً.
ولكن للأسف صدقت خالتي....
أمام التلفاز تسمرنا ونحن نسمع الخبر ونشاهد المناظر المؤلمة.
أظن المنطق والكلام هربا.
حتى المشاعر اختلطت...
البعض غضب وتعصب،
والبعض بكى متأثراً من المشاهد المؤلمة....
أما أنا أحسست بأن الدموع تحجرت في عيوني...
ما أستطعت أن أبكي رغم تأثري بما رأيت...
ألهذا كنت أشعر بالانقباض؟
أحسست أنني أشاهد فيلماً أو مسرحية وأن هذا ليس حقيقياً....بالتأكيد هناك خطأ!
أعتقد أن صدمتي كانت أكبر من حزني....
ما أردت أن أصدق...
لكن تلك الطفلة ذات الأربعة أعوام اللتي حرق وجهها ويتحدث معها المذيع حقيقية
ما عرضته الكاميرا من بحيرات دماء على الأرض
وأشلاء انتشرت هنا وهناك صابغة جدران الكنيسة بالدم وهي تتطاير حقيقة...
نعم ما رأيته كان حقيقة.....
ومع ذلك ما استطعت أن أذرف دمعة واحدة رغم حزني اللذي كان يزداد مع كل دقيقة
استوعب فيها ما حدث أكثر وأكثر...
الا أنني بكيت أخيراً
يوم التقيت إمرأة أسترالية في باحة كنيستنا أثناء قداس في وسط الأسبوع يوم 4/1/2011
جاءت لتعبر عن حزنها ومشاركتها لنا ألمنا لما حدث.
عندها فقط سالت دموعي المحبوسة....
أدركت حجم الألم اللذي يشعر به كل من تضرروا من هذا الحدث
بشكل مباشر أو غير مباشر
ومع أن لا أقارب أو معارف لي أصيبوا أو ماتوا في هذه التفجيرات
الا أنني شعرت بأنني فقدت جزء من عائلتي.
أدرك الآن أن عام 2012 سيدخل حاملاً ذكرى حزينة لقلوب كثيرة....
وبينما يتهلل البعض ويصرخ فرحاً بقدومه ويستمتع بألعاب نارية
سيذرف آخرين دموعاً على من فقدوهم في مثل هذا اليوم....
ليس لي الا أن أصلي من أجلهم ليمنحهم الرب العزاء والصبر والرجاء
ترنيمتا نبع المحبة وطفل المغارة كانا صلاتي في مثل هذا الوقت العام الماضي
وسيكونان كذلك هذا العام أيضاَ
خاصة بعدما مربمصر من أحداث
فيا طفل المغارة....وسع المغارة
وطني بردان.... رجع له الطهارة
يا نبع المحبة ... وحدك ساكن قلبي
لا تتخلى عنا.... عينك عا وطننا
بالأيام الصعبة
كن على تواصل معنا ليصلك كل جديد تابعنا على المواقع الإجتماعية