أميرة تقرر أن تموت!
بواسطة
, 24-10-2012 عند 12:35 PM (1970 المشاهدات)
مساء النور ..
العنوان هو نفسه عنوان لرواية " فيرونيكا تقرر أن تموت " للكاتب البرازيلي: باولو كويلو، حسنًا أنا أعرف هذه الرواية منذ سنوات، و خططت لقراءتها منذ سنوات، و لا أدري متى يأتي هذا اليوم الذي أجد فيه هذه الرواية لأقرأها، لعل ذلك سيحدث بعد سنوات!
ما علينا..
الله يبارك لي في عمري بالصالحات و الأعمال المباركات، قولوا آمين، يعني الواحد عندما لا يجد عنوانًا ملائمًا، من غير المنطقي أن يفكر بالموت طبعًا..
مرة أخرى: ما علينا..
الذي حدث هذا الصباح و بكل أسف! أن خالتي قررت أن أصطحبها إلى مجمع تجاري، تخيّل - يا رعاك الله - أن تصطبح على شيءٍ تمقته!
-لماذا يا خالة لا تريدين إلا اصطحابي؟ اذهبي مع زوجة أخي!
- إن لها طفلًا لم يتم أربعين يومًا يا أميرة، و فتاة لم تبلغ 100 سم يسمّ نتن ياهو وهوتميل!
^
^
لأ طبعًا، هي لم تقل ذلك، المهم أنها أصرّت عليّ أنا.. استسلمت و ذهبت معها يا ويح قلبي!
عندما وصلنا، و أمرتني خالتي أن آخذ عربة الأغراض، و أجرجرها وراءها ، ثم ساءلتها: ألهذا أحضرتِني معك؟ لأكون حمّالة لأغراضك بـ"صـ"ـيطة !![]()
لكن لا أخفيكم سرًا، لقد استمعت كثيرًا بتلك العربة و أنا أقودها ذات اليمين و ذات الشمال، فمرةً أسرع بها ومرةً أبطئ، ومرةً أقودها بيدٍ كالمحترفين، و مرة بيدين، ولقد - هكذا شعرت - بأن خالتي ندمت أنها أحضرتني معها، إذ كنت أحيانًا و هي تمشي أمامي، أقود العربة بسرعة لكأنما سأصطدم بها، فتموت رعبًا
..
و لقد طال بخالتي الأمر و هي تبحث عمّا تريد، و أنا وراءها أجرجر العربة - و قد ألِفنا بعض وصرنا أصدقاء.. ايوا ايوا أنا و العربة - فأردِد عليها: ألم تنتهي يا هذه! ياللا عاد سئمت أنا!
ثم رأيت على يساري رجلًا و معه عربة، قد جلس ينتظر زوجته، فقلت في نفسي: لي و لك الله! ايش نعمل مع نسائنا!
و لكن فُرجت - بعد حوالي ساعتين من الفرفرة - و انتهت الست خالتي من التبضع، وقد ألحّت علي أن أشتري ما أريد، حقيقةً لم أكن أريد شيئًا، اللهم كتابًا، بحثت في رفوف الكتب، فلم أجد بغيتي! كتابٌ عن المال و الأعمال، و آخر عن الزواج السعيد، ونصائح لصاحب الحظ "المايل" ، و مع أن حظي كان "مايلًا" لكن طبعًا لم أفكر بشراء ذلك النوع من الكتب..
كان الشعور الذي لا زلت أستذكره إلى الآن، هو حين كنت أستند للعربة، و قد أغمضت عيني، و صمتت أفكار عقلي، فسمعت الضجيج من حولي! مع أنني أغلب الوقت كنت صامتة، إلّا أنني لم أنتبه لتلك الضوضاء و تلك الأصوات، إلا حين دخلت في حال تأمل.. و صمت ..
يعني يا ابن آدم، إن بحثت عن الهدوء و الراحة، لا تحاول، إمّا أن يزعجك ضجيج أفكارك، أو ضجيج الناس من حولك..
أمزح على فكرة! و لكن دعوني أقول شيئًا مفيدًا: حتى وإن كنت في المكان الذي تكره، و المكان الذي تتمنى زواله، تأكد بأن هناك فرص كثيرة لتمتع نفسك، و تجد ما قد يغنيك عن التفكير بالمكان الذي تكرهه، مثلًا أنا أكره التسوق، ولكنّي حقيقةً استمتعت بقيادة العربة ..
بماذا خرجتِ يا أميرة من هذا الموضوع؟
حقيقةً لم يكن لدي هدف منه.. مممم.. و لكنّي ما زلت أكره الأسواق.. لنعتبرها مذكرات يومية ..
سأقول لكم شيئًا في النهاية، و إياكم أن تجعلوا منه محل تندرٍ مني تمام؟
حين ولجنا المجمع، وأتينا لنصعد الدرج المتحرك - الذي أخافه! و أرتاع منه- جئنا نصعد أنا و خالتي، فإذا بأحد الموظفين قد ابتسم ابتسامة لطيفة، و أشار علينا أن نذهب إلى السلم الآخر، استغربت أنا و خالتي و نظرنا إلى بعض، ثم إلى السلم الذي كنّا ننوي الصعود به، و..! ههههههههه و اللهِ إننا مهابيل! ذلك السلم لم يكن سلم الصعود، بل النزول
.. الغبي جدًا في الأمر، أن الناس أمامنا كانوا ينزلون! قلت في نفسي و أنا أكتم ضحكة: ما أبقرنا!
على فكرة، أنا و خالتي كصديقتين، هي تكبرني فقط بست سنوات، و صحيحٌ أنني قوية و مقدامة، و تقريبًا لا أهاب شيئًا، لكن المرتفعات! و السلم المتحرك نقطة ضعفي! فمن له ثأر عندي، فهذه ثغرة، استغلها
و سلامتكم
كن على تواصل معنا ليصلك كل جديد تابعنا على المواقع الإجتماعية