* ماهو المنطق ؟ // نظرة نقدية متواضعة لــ مدرسة المشاغبين //
بواسطة
, 30-10-2009 عند 09:48 AM (4632 المشاهدات)
إذا سألت عن أحد أشهر وأبرز وأهم 10 مسرحيات مرت في تاريخ المسرح العربي عامة والمصري تحديدا ً ، فبالتأكيد ستكون " مدرسة المشاغبين " بينها
مدرسة المشاغبين التي تحكي عن رموز السلطة الأبوية المتمثلة في ناظر المدرسة [ حسن مصطفى ] والأب [ نظيم شعراوي ، حسن مصطفى ] والمدرس [ عبد الله فرغلي ، سهير البابلي ] التي كانت إنعكاسا ً لإنهيار كثير من القيم في فترة ما بعد النكسة وما قبل الإنفتاح في المجتمع المصري خاصة والعربي عامة.
كانت المسرحية صدى للشارع العربي عموما ً والمصري خصوصا ً ، في فترة ما بعد النكسة ، فترة أنهيار الرمز ، ذاك الرمز الذي يوهمنا بكلامه المعسول عن القيم والأخلاق والمبادئ والشعارات الزائفة ، وهو أول من يتخلى عن كل تلك الأمور ، والذي أنتهى بإرسال الأبناء والأطفال وطلبة العلم مهزومين داخليا ً في ذواتهم ونفوسهم ليحاربوا عن أرض ليست لهم ، ولم يثبتوا أحقيتهم بها ، فسقط الرمز الذي كان كالصنم الجاثم على رؤوس القوم ، هُبْل الجديد مهشما ً كما بدأ.
الصنم الذي سلب إرادة الأجداد قبل مولد الأبناء ، فخرج الأبناء على نور ٍ كاذب ، ليجدوا آبائهم على صنمهم عاكفين ، وعندما بطل سحر الصنم ، بطلت معه أسحارا ً كثيرة كانت ولا تزال كخيوط الدمى في صندوق العجائب ، الصندوق كانت ( مصر ) ، والدمى ( الناس ) ، وصنمهم ( جمال عبد الناصر ) ، والمواطن المهزوم المحزون ( أحمد / أحمد زكي ) والذي كان الصنم يتهمه أنه هو سبب تخاذل الأمة [ متمثلا ً في عائلة أحمد زكي الفقيرة ] وهو أيضا ً السبب في تعاسته لولا أن الله انقذه بهكذا صنم !!
هذا أحد ما كانت ترمز إليه هذه المسرحية الجميلة في سياق كوميدي خلّاب ساخر ، شخص الناظر المقيت ، ذاك الناظر الذي نجده يتكرر كثيرا ً في مدارسنا ، الذي يمارس سلطة الأب بتعسف كونه محروما ً منها في المنزل.
[ بهجت & مرسي ] يمثلون شريحة لشباب الثائر على المبادئ لمجرد الثورة،التخلص من تلك السلطة الأبوية المقيته التي تمارس طغيانها دون مبرر أو سبب وجيه،خوصوصا ً من يدعون أحقية تملكهم لهذه السلطة كالمدرسين مثلا ً.
إلا أن [ مرسي ] يختلف عن [ بهجت ] قليلا ً ، [ مرسي ] كان نموذجا ً لذلك الثائر لمجرد الثورة،الذي لم يكتشف حقيقة نفسه وما تحتويه،عكس [ بهجت ] الذي بدأ يكتشف ما يتميز به عن غيره أو حتى عن زميله الثائر ، والذي كان واضحا ً في تغير قناعات [ بهجت ] خصوصا ً في مشهد محادثاته مع زميله الصامت دهرا ً الناطق كفرا ً [ أحمد ] - أعني مشهد ساعة الفسق -.
[ لطفي / هاني الجيار ] كان رمزا ً للشاب ذو الموهبة الدفينة ، وبسبب القمع الأسري والمدرسي والسياسي ... قمع ٌ فوق قمع ... فكان كـ { ذا النون } في بطن الحوت " ظلمات فوق ظلمات " ، تحول لشخص كـ " بهجت " لكي يرد جزئا ًمن الكعكة الفاسدة التي قدمها المجتمع له ، لكن ما إن واتته الفرصة حتى عاد لما كان يريد عندما وجد بصيص الأمل وسط هذه الظلمات والقمع.
[ منصور & أحمد ] كانا يمثلان شريحة الشباب أو المواطنين - إذا عممنا الفكرة - المكسورين والمهزومين داخليا ً ، [ أحمد ] كان ذاك المهزوم الذي يحاول أن يستجمع الباقي من كرامته الساقطة بعدما سحقتها عجلة الصنم ، أما [ منصور ] فكانت النيجة الحتمية التي سيتحول لها [ أحمد ] إن استمرت كرامته في النزيف ، إن لم يتداركها كما فعل [ لطفي ].
== == == == ==
من نتائج هذه المسرحية أنه بعد نجاحها الساحق ، أعيد تقديم الفكرة مرة اخرى باسلوب مشابة ومغاير أيضا ً في مسرحية [ العيال كبرت ] بدون مشاركة ( عادل أمام & سهير البابلي ) الذان كونا فرقة الفنانين المتحدين التي قادت دفة المسرح المصري في تلك الفترة الذهبية.
في العيال كبرت كانت السخرية فيها أشد لذعة وبجرعة كوميديا أكبر ، الصنم هذه المرة كان {أنور السادات } الذي كان يريد السفر مع { زوجة اسمعين بيه / اسرائيل }.
كانت هذه اللحظة واضحة جدا ً في محاكمة الابن الأكبر [ سلطان / مصر ] لأبيه ، وعندما انتحرت أخته [ التي هي تجسيد للألم العربي وليس فلسطين فقط ].
الشخصية الأبرز كانت بهجة الأباصيري
أطرف موقف ... مشهد عادل إمام الأسطوري - 14 خدمة في ثانوي -
http://www.youtube.com/watch?v=wOA3_wKIykA
ولو كانت مسرحية العيال كبرت فستكون الشخصية الأبرز بالتأكيد سلطان
ووقتها سيكون اطرف موقف - مشهد " طلعت يا محلا نورها " -
http://www.youtube.com/watch?v=UBBPC4oHQQ8
متمنيا ً ان ما خططته يحوز على رضاكم
والسلام ليس الختام
جوروماكي العزيز
كن على تواصل معنا ليصلك كل جديد تابعنا على المواقع الإجتماعية