مشاهدة تغذيات RSS

جوروماكي

مع أمرؤ القيس،،، الساعات الأخيرة...

تقييم هذا المقال


... في أنقرة ...
... عند شاهدِ قبرِ بجوار شجرة أستلقى بينهما ...
... فمررتُ به ...


أمرؤ القيس : نهارٌ رائقٌ وهواءٌ عليل ... ... أعذرني يا سيدي .. لأنني لا استطيع القيام لك بواجب التحية؛ مفاصلي! فهذه بلادٌ شديدةُ البرد !!


جوروماكي : { وما تدري نفسٌ ما تكسبُ عداً، وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت }


أمرؤ القيس : هاه !! أكاهنٌ أنت ؟ وهذه سجعياتك ؟! ولكن .. أتدري .. لو كان للمرء أن يختار موضع قبره ما أخترت غير نجدٍ !!

جوروماكي : نجد ؟ آآآه ما أبعدنا عنها !!

أمرؤ القيس : وما أقربنا منها !! نسيتني نفسي أن نسيتُ نجداً يوماً !!

جوروماكي : وما الذي يبقيك هنا أيها الأمير ؟

أمرؤ القيس :الأمير ؟ وما الذي بقي للأمير غيرُ نخلةٍ وقبرٍ وصاحبٌ يبكيه، وجسدٌ أعيته قروحُ المرض والصقيع والبرد، وثارٌ مرٌ لم يظفر به !!

جوروماكي : صاحبك ؟ أهو الذي تبكيه عند هذا الشاهد ؟

أمرؤ القيس : بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنـعـذرا


جوروماكي : ولكن هذان شاهدان ... من صاحب المرقد الآخر ؟

أمرؤ القيس :إمرأةٌ غريبةٌ ... قالوا أنها دفنت هنا وهي ليست من اهل البلد ... كحالي ... سفارت تطلبُ أمراً فماتد دونه !!

جوروماكي : وما الذي يبقيك هنا بجوارها ؟

أمرؤ القيس : غريبٌ .. يعزي غريبة !!
أجارتنا أنّا غريبانا ها هنا وكلُ غريبٍ للغريب نسيب


جوروماكي : ألا تعودُ معي إلى نجدٍ، تسترجع فيها ما فاتك من أيامك ؟

أمرؤ القيس : قد تأخر الوقت !! .. .. فقد ألفتُ الوحدةَ هنا !!

جوروماكي : الوحدة !!

... ... ومضيت في طريقي عائداً إلى دياري تاركاً أياه متوسداً ذكرياته مع ساعاته الأخيرة ... ...



أرسل "مع أمرؤ القيس،،، الساعات الأخيرة..." إلى Facebook أرسل "مع أمرؤ القيس،،، الساعات الأخيرة..." إلى Twitter أرسل "مع أمرؤ القيس،،، الساعات الأخيرة..." إلى Google

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات